ما أصعب أن يكتب الإنسان عن نفسه ؟ أو أن
يدون خواطره. وإلى أي حد يمكن آن يكون موضوعيا وأمينا في وصف مشاعره؟ ومع ذلك
فسأغامر بكتابة ما تيسر لي من الأسطر ، لعلها تشبع رغبتي الدفينة في مناجاة ذاتي ،
والبوح لها بمكنون عواطفي .
إنني أحس بالقلم يطاوعني لأنسج بكل صدق خيوطا
لانهائية من المشاعر ، ولأطلق العنان لأفكاري كي تبوح بما يراودني من الكلمات
الحارقة في داخلي .
فأنا واحد من خلق الله ، الذي أودع في دواخلي
فطرة الحب الصافي لكل الأنام . أعشق فعل الخير بدون مقابل .، وأفرح بنفسي رغم كل
الآلام التي تعتصرني لأزرع بسمة الفرح عند غيري. فانا أشبه بتلك الشمعة التي تحترق حتى يعم ضوؤها من حولها . تحركني رغبة التواصل ، وحب التعايش مع
الآخر دون حسابات شوفينية ، أو مصلحة مبطنة .
لكن الرياح تجري بما لاتشتهي السفن . فقد
علمتني الحياة أن أقابل الأسوء بالأحسن ، وان أكلم من يخاصمني وأتجاوز خطايا غيري
. أن أتحمل أكثر ممن يناصبني العداوة ، وأقابل إساءته بالإحسان . فما أصعب أن
يأتيك الجرح من الأقارب قبل الأباعد .
أحن إلى من يفهمني ، ويسعى إلى مشاركتي بعض
همومي . أبحث عن يد حنونة تسندني ،حين أشكو مظلمة او اتصارع مع دواخلي . أبحث عن
كلمة طيبة تسد جوعي إلى تلك المحبة الصادقة بلا حدود ، وإلى قلب دافئ يحضنني حين
تتشظى خواطري ، وتنكسر أحلامي . وإن أشقى
ما يؤلمني ويجرح كرامتي آن يخذلني من أتوسم فيه الرفقة الصحيحة ، والعشرة التي لا
تقاس بالمصالح والخطابات المتخشبة .
ومع ذلك أجدني قويا ، صابرا صامدا أمام عوادي
الزمن وظلم البشر . يسكنني الصدق الطافح بالإيثار ، والحب الذي لاغش فيه ولا دغل .
حب أوزعه بسخاء دون مجاملة آو نفاق عسى آن يتعلم مني غيري .
07 /يناير 2015
المصطفى ملاك
شاركنا رأيك وكن اول من يقوم بالتعليق :)[ 0 ]
إرسال تعليق