في
سكون الليل
في غسق الظلمة ، أود آن أفرغ نفسي من تعب
النهار. أحاور الصمت لأتخلص من ثقل الكلمات . تداعبني أحيانا أفكار صبيانية ،
فأتصابى في بوثقة أحلام خاسرة منذ البداية أراقب عقارب الساعة تحت ضوء خافت للهاتف االنقال. تتراقص أمامي الأرقام .
أحيانا أسبح في تأملات رومانسية لا حدود لها
.أسترجع ذكريات طائشة في غمرة المراهقة البائدة . وأحاسب نفسي على أغلاط لم أقصدها
البثة . وأحيانا أكبرفي عيني فأستحضر بطولات دونكيشوتية .
ومع طول التأمل ، تأخذني الأفكارإلى الإبحار في
اللانهائي ، حيت أصنع من الوهم سيفا أشق به جدارات الصمت ، والخوف ، والتردد . ثم
أشرع في نحث ذلك العنصر البشري الذي أحبه أن يكون مشعا بالنبل ، وعزة النفس ، ولين
الكلمة . ما أجمل ان ترتاح نفسك إلى شخص ترى فيه نفسك ، تفتح له ذراعيك ، يفهم
مقاصدك ، ويحاورك بلغة العين والإشارة ، والملامح البشوشة التي لاتعرف النفاق
والتصنع المقيت..؟....
أستفيق من دون سابق إنذار، فألمح الساعة ترمقني
بعقاربها ، وكأنها تعلن انتهاء الحفل النوسطالجي . فيا ليت شعري ، كم هي جميلة
نعمة النسيان ، وكم هي صعبة أحلام اليقظة ، وكم هو قاس ذلك السفر إلى المجهولحيث
نطارد وهم الأحلام الوردية داخل حقول الحب المفقود في غياهب العولمة المتوحشة .
م. م 18/ 3 /2015
جميل
ردحذف