كان وراء انتشار هذا الفن الجديد وشيوعه
عالميا وعربيا طائفة من الدوافع والعوامل من أبرزها ” انتشار التعليم ، بروز دور
المرأة فى المجتمع واسهامها فى مجالات الحياة والميادين الاجتماعية والسياسية
والفكرية والفنية، وما شهد العصر من تـطور علمى وفكرى وحضارى وصناعى كما لعبت
الصحافة دورا مهما فى رواج هذا الفن ونشره. ونتيجة لكل ذلك “أصبحت القصة القصيرة
من مـستلزمات العصر الحديث ، لأنها تناسب قلقه وحياته المتعجلة وتعبر عن آلامه
وآماله وتجاربه ولحظاته وتأملاته
وهكذا بدأ فن القصة القصيرة فى الظهور والانتشار فى الأقطار العربية نتيجة
لمجموعة من العوامل الحضارية التى شهدتها المنطقة بعد التطور الثقافي ، وتبدّل
طبيعة الحياة الاجتماعية ، وظهور جمهور جديد من القراء ذوي الاحتياجات
الثقافية الجديدة، وغير ذلك من العوامل التى ساهمت فى ميلاد القصة القصيرة.
مفهوم القصة القصيرة:
لغــــة:
يقصد بالقص في اللغة العربية وكما ورد
في مختلف المعاجم، قصّ الأثر أي تتبع مساره ورصد حركة أصحابه والتقط بعض أخبارهم.
ومن هذا المعنى قوله تعالى:”قال ذلك ما كنا نبغ فارتدا على آثارهما قصصا»
اصطلاحــا:
القصة القصيرة هي نوع من النثر الفني القصصي أو الحكائي الذي يقرأ بشكل مناسب
في جلسة واحدة، ومن حيث الطول فإن هذا النوع يقع فيما بين القصة القصيرة جدا
وبين القصة القصيرة الطويلة
ملاحظة : إن مفردة ” القصيرة” أضيفت إلى الـ “قصة” للتفريق بينها
وبين القصة الطويلة لأنها تأخذ منها العناصر الأساسية لتركيبها وتمتنع عن الشمولية
في السرد والتوسيع، ولأنها غالبا ما تتحقق فيها الوحدات الثلاث الزمان والمكان
والموضوع، وقد تتألف من عدة صفحات وتتناول حادثة واحدة أو شخصية واحدة أو موقفا
واحدا، ويكون التركيز فيها ضروريا على الموضوع المعالج وطريقة السرد
عناصر القصة القصيرة
أ ـ الرؤية:
وهي جوهر العمل الفني فالمبدع الحقيقي هو
الذي تكون له نظرة ما حول ما يقدمه من أعمال فنية
ب ـ الموضوع:
هو الحدث الذي تتجسد من خلاله الرؤية، التي
يعتبرها المبدع أساس عمله، وهو حدث يتم في مكان وزمان محددين، تنشأ عنه علاقات
إنسانية مختلفة متمثلة في أنماط سلوكية بشرية تسعى لتحقيق هدف ما، ومعبرة عن
آمالها ومشاعرها الوجدانية.
ج ـ اللغــة:
في صدارة كل العناصر التي تشكل القصة
القصيرة وتصوغها، تأتي اللغة التي عنصر مهم لبث الروح في القصة وجعلها كائنا
نابضا بالحياة حتى تبتعد عن الرتابة.
فالنص القصصي سواء أكان قصة أو قصة قصيرة أو قصيرة جدا
لا بد أن يمتلك لغة شعرية عالية، ومن سمات اللغة الفنية:
- السلامة
النحوية
- الدقة
- الاقتصاد والتكثيف.
- الشاعرية
1 ـ السلامة النحوية:
تمثل الحد الأدنى لأي نص مكتوب،
حتى لو كان رسالة تجارية، أو خطابا سياسيا، أو بيانيا، حكوميا، أو مقالة صحفية
وبالقطع فهي- السلامة النحوية- مطلب ضروري للأديب خصوصا القاص والشاعر والروائي
لأن اللغة هي كل شيء في عالم الأدب
2 ـ الدقــة:
هي سر من أسرار جمال القصة القصيرة، كما أنها مطلب صعب
وعزيز يقتضي قدرا من المشقة وكثيرا من الجهد والحذف والتغيير والاستبدال، مع العلم
أنها تدفع النص ودلالاته إلى عقل ووجدان القارئ مباشرة دون لف ودوران وتخفف على
النص عبء التطويل وتسهم في تحقيق قدر من الشاعرية، والموسيقى، والانسجام
3 ـ الاقتصاد والتكثيف:
وهما سمتيان مهمتان في اللغة
حيث يقوم الكاتب بإجراء عملية فنية واعية تماما تستهدف تخليص القصة من كل ما لا
يصب مباشرة في موضوعها وحذف الجمل المكررة والتفسيرات
4 ـ الشاعرية:
الشاعرية أو الشعرية في اللغة
والأسلوب هي بالأساس رغبة تنطلق من وعي الكاتب وتصدر عن قصدية وتعمد حتى تصبح ملكة
ذات حساسية مرهفة تختار من الألفاظ ما يحقق هذه الشعرية ولعل مما يسهم في تعميق
هذه الشعرية وتوسيع رقعتها، اكتفاء الكاتب في التصوير والتعبير بالايماء والتلميح
لا بالمباشر والصريح(
وهذا يعني أن يلمس كل شيء برشاقة وخفة لأن الأضواء
في القصة القصيرة ليست صارخة، ولكنها هادئة وخافته والألوان ليست زاحفة ما هي حفية
وباهته.
د ـ الشخصية:
هي جوهر القصة القصيرة و تساهم
في النمو بالحدث أو الأحداث التي تنبنئ عليها القصة وقد يكون تكون هناك قوى
فاعلة غير آدمية مؤثرة في توجه الحدث صعودا وهبوطا، انبساطا أو تأزما.
هـ ـ البناء:
وهو عبارة عن مراحل يتشكل
من خلالها العمل الأدبي، وهي: البداية، ثم الوسط، الذي قد يطول أو يقصر وفيه
يكون ذروة الصراع ثم النهاية وفيها يكون الكشف عن كل محتوى العمل وهدفه الأساسي
شاركنا رأيك وكن اول من يقوم بالتعليق :)[ 0 ]
إرسال تعليق